بالأمس كان آخر يوم لي مع غوته (مدرسة اللغة الألمانية) بعد 6 اسابيع ونص من الحضور في الصف والتعرف على اصدقاء جدد من كل انحاء العالم, هذه بالنسبة لي خطوة شجاعة كنت مستمر في تأجيلها من 1997 واللي هي السنة اللي اول مرة حطيت رجلي فيها في المانيا, ماكنت مخلي عقلي يتقبل اني لازم اتعلم لغة جديدة, حتى وصلت سنة 2023 لما قررت أخيرا اني لازم ابدأ وبجدية بما اني نقلت للاقامة والمعيشة في المانيا.

انا انتقلت للاقامة في المانيا بشكل رسمي في ديسمبر 2018 ومن وقتها وانا لي رغبة في الانضمام لكورس لغة ألمانية وماصارت للأسف لعدة أسباب مثل سفري الى افريقيا وسفري بكثرة الى قطر وبعدها صارت أزمة كوفيد19! واللي زادت من صعوبة المهمة في اني انضم الى صفوف منتظمة لأنها تم توقيفها, حاولت اني ادخل في نظام التعليم الذاتي  اثناء وقت الحظر المنزلي, فلقيته شي ممل وماحبيت استمر فيه بنفسي واول ماخلصت الكورس وقفت لحين البدء في الصفوف المنتظمة صباحا. في بداية 2021 كانت السنة اللي قررت اني اتعلم فيها اللغة الالمانية بشكل تام لسنة كاملة بدون أي حذف او سفر حتى على الاقل انتهي من المستوى الثاني واللي يؤهلني الحديث والتخاطب بشكل سلس. ولكن قصة رحلة الجزائر بدأت وانا مابغيت ابدأ في الدراسة قبل هذه الرحلة واضطر اعلق الدراسة مرة أخرى بسبب الأسفار.

استغرقت رحلة الجزائر تقريبا 5 شهور, واستغرقت شهور أكثر من السفرات المتعددة من والى الجزائر والمانيا وقطر وبهذا سنتي 2021 و 2022 ضاعوا في السفر المتعدد بدون اي تعليم للغة الألمانية وبذلك اكون وصلت 4 سنوات في المانيا بدون اي تعليم للغة الألمانية! الخيار الوحيد بذلك هو اني افرض تعليم اللغة على نفسي حتى لو اعلق كل سفراتي مؤقتا والتحق في صفوف صباحية حتى على الاقل اخلص المستوى الأول, استغرق مني وقت وطاقة كبيرة حتى قررت الانضمام للصفوف بشكل منتظم بتاريخ 27 فبراير 2023, هذا عندما عدت للانضمام الى غوته المستوى الأول للمرة الرابعة منذ سنة 1998!

ساعدني الانضمام لهذه الصفوف من بداية المستويات لأني ماطبقت اي من اللغة الأمانية ونسيتها تماما, مع اني لو كنت حاب كنت بتعلمها بشكل مطلق, بس في شي في راسي يفرض الكسل على راسي, وتذكرت اللي قاله لي والدي الله يحفظه: علشان تتعلم اللغة الالمانية لازم تفرض نفسك على الحديث فيها وتنسى انك تعرف اللغة الانجليزية وتتكلمها على انها اللغة الوحيدة اللي تعرفها وتطبقها! والدي كان 100% صح في فكرته وفعلا فرضت نفسي على الحديث بها من اول يوم لي وهالشي اعطاني ثقة في نفسي اكثر في التحدث باللغة الالمانية والمعرفة وحفظ الكلمات, وايضا شي جميل اني تعرفت على اصدقاء جدد من كل انحاء العالم في الصفوف. من المحزن جدا اني اضطريت اني اوقف هذه الصفوف مرة اخرى بسبب سفري في الفترة القادمة الى ليبيا, منغوليا,والهند على ان ارجع ابدأ مرة أخرى لاستكمال التعليم في نهاية الصيف واتمنى اكمل من المستوى الثاني. هالاصدقاء اللي تعرفت عليهم وغادروا راح اشتاق لهم وايد.