اثناء فطوري في رحلة الهند بالدراجة في شيملا في الهند, كنت اسمع قائد الرحلة آدم يتكلم مع أحد مساعديه عن شحن دراجاتهم الى النيبال ومن هناك بيسوون رحلة ثانية في شهر اكتوبر القادم, وقتها ماهتميت للحوار بشكل كبير الا بعد مارجعت الدوحة وقعدت افكر شلون انضم لهذه الرحلة اللي مدتها اسبوعين, ولكن بعد لازم اتذكر ان عندي رحلة دراسة وعمل في بوسطن في أمريكا لأني وقتها كنت ملتحق في مركز قطر للقيادات. واثناء تواجدي في امريكا صارت لي حالة صحية غريبة وهي اني فقدت صوتي تماما! في البداية خذت الموضوع ان صوتي راح يومين وبيرجع وماخذته بجدية مطلقة, ولكن بعد مرور 6 اسابيع بدون صوت بديت اوعى ان الموضوع ممكن يكون جاد أكثر وممكن هذه تكون حالة صحية خطرة تستوجب تدخل جراحي فوري لدرجة بديت أحس بالالام لما اتكلم وللاسف ضاعوا علي عدد من المقابلات التلفزيونية والاذاعية بسبب عدم تواجد صوتي!

مرت الأيام واستشرت عدد كبير من الأطباء وبديت أحس بالاحباط من الآراء المختلفة منهم, تذكرت ان ابوي وأختي نوف موجودين في تايلند, فقررت بدون تفكير أحجز واسافر لهم واشوف لي طبيب أفضل هناك. بالنسبة لي الموضوع كان تواجدي مع ابوي واختي في تايلند احلى من اني اروح اتعالج واشوف اطباء, مع العلم أنهم بيسافرون بعد وصولي ب3 ايام بس! شفت الطبيبة في المستشفى وكانت وحدة تايلندية صغيرة وجميلة وقالت انها عرفت الموضوع على طول واعطتني علاج عبارة عن حبوب وقالت صوتك بيرجع لك بعد 3 ايام, ومع ذلك قررت اقعد اسبوعين في بانكوك في حالة اذا صوتي صار اسوأ, وماكنت حتى ابي ارجع قطر لأن عندي مراجعة لعرض قراءة كتاب في الكورس وماعندي صوت اتكلم فيه!

ابوي في اول يوم وصول لي

الأسبوع الثاني لي في تايلند كان ممل جدا, خصوصا بعد سفر اختي وابوي عني وكنت بنفسي طول اليوم صبح وليل, فماكنت اسوي شي غير اني اكل واشرب قهوة واكل واشرب قهوة زيادة لذلك قررت احط بوست على فيس بوك اذا عندي اي اصدقاء من تايلند ممكن اطلع معاهم على الدراجة اثناء تواجدي في البلد والرد جاني بسرعة لدرجة ماتوقعتها, احد اصدقاء فيس بوك  اللي ولا مرة صار بيني وبينه حوار رد علي على طول وطلب رقمي, هذا الشخص اسمه فيل وعرض علي يمر علي  ثاني يوم نتغدى مع بعض ونتكلم في الموضوع, مر علي ورحنا مجمع تجاري كلنا أكل ياباني وتناقشنا في الرايد

من أجل قيادة الدراجة في وقت قصير نفس هذا اللي قررته, احتاج اشتري عدة وملابس الدراجة, خوذة والأهم من هذا كله احتاج الدراجة! وللأسف ماكنت لاقي اي دراجة لاستأجارها! فيل خذني بالسيارة الى محلين للدراجات وهما (هيلد) و (توراتيك) ومن هناك قلت بشتري كل شي متعلق بالدراجات حق ثاني يوم, خوذة, لبسة هيلد, حذاء, وحتى جوارب, والخطوة اللي بعدها والأهم اني القى الدراجة والحل كان ان صديق فيل اشترى دراجة بي لم ربليو واجروها لي ب30 الف بات تايلندي! انا على طول حبيت الفكرة ورحبت فيها وقبلت العرض بدون تفكيرودفعت لهم كاش على طول خصوصا انها دراجة ماشية اصفار! ماكنت وقتها عارف مستوى الأمان اني اطلع مع ناس تايلنديين ماعرفهم ولا مرة قابلتهم في بلد ماسقت فيها الدراجة قبل ابدا, بعد شهرين بس من رحلتي في الهند وهالمرة أطلع مع 6 اشخاص ماعرف ولا واحد منهم الا من فيس بوك ولا حد فيهم يتكلم انجليزي! فيل كان الوحيد اللي يتكلم انجليزي بامتياز وكان في واحد سويسري اسمه هانس يتكلم انجليزي بس طبيعته قليل الكلام جدا وكل الدراجين مركبين جهاز للتواصل الصوتي ماعدا انا وهانس!

هذه هي الدراجة اللي اشتروها لي علشان استأجرها

المسار اللي اقترحه فيل هو اننا نطلع من بانكوك الى مدينة في أقصى الشمال قريبة من حدود لاوس اسمها نان, المسار تقريبا طوله 800 كيلومتروالمبيت في نان ليلتين وبعدها رحلة العودة, وفي نان قالوا لي عن تجمع تقريبا عدد 50 دراج من فئات عديدة أكثرهم ادفنشر

المسار الى نان كان طريق مستقيم وسالك بدون اي طرق طينية ولا حجرية ولا وديان مقارنة برحلة الهند اللي كانت صعبة جدا, كانت رحلة نان وكأنها طريق عادي في اوروبا او في الخليج على الطرق السريعة في قروب واحد ورا بعض كلنا. المشكلة الوحيدة اللي صادتني انها كلهم كانوا مركبين راديو للتخاطب وأي قرار واتجاه ياخذونه ينفقون عليه في الموجه وفجأة يلفون وانا اكمل على طول بدون مايبلغوني! ودايما ينسون اني الوحيد اللي ماكنت معاهم على الموجة واللي حتى لو كنت شابك معاهم كنت بسمعهم بالتايلندي. من الأشيا الجميلة في المسار ان كل محطة توقف كنا ناكل والأكل التايلندي الشعبي لذيذ, وكمية الطعام اللي كنا ناكلها دايما أكثر بوايد من اللي يعتبر طمية طبيعية, طول الوقت كنت على الموبايل بما انه ولا واحد منهم يفهم علي او افهم عليهم لدرجة اني حسيت نفسي شبه معزول عنهم كلهم و سوالفهم الا فيل لما يجيني شوي يسولف معاي بالانجليزي.

معظم الدراجين كانوا على دراجت آخر موديل من بي ام دبليو جي اس ادفنشر, كاملة المواصفات بالصناديق والشنط وكل قطعة خاصة فيهم في الكتالوج موجودة ومركبة على دراجاتهم وتارسين الصناديق استكيرات من كل انحاء العالم ولابسين اخر موديل من اللبس الخاص بالدراجة, وكل خوذة عليها كاميرا قو برو وكل واحد حاط سماعات بلوتوث. عادة والمتعارف عليه ان الستيكرات لها علاقة بالبلدان اللي زرتها مسبقا عى ظهر نفس الدراجة ولكنهم حاطين كل استيكر ممكن يجيهم, لدرجة انهم اترسوا الصناديق الجديدة اللي عندي باستيكراتهم مثل استيكرات هيلد وتوراتيك وانديتهم

الفندق اللي سكنوني فيه في نان كان مبتكر جدا في اثاثه ومجهزينه لاستقبال دراجين وزوار مهتمين في عالم الدراجات النارية خصوصا من هذول اللي يعبرون من لاوس متوجهين الى تايلند, كل الاثاث بما فيهم السراير كلها اما صممة من قطع غيار دراجات او على شكل دراجات نارية مثل الاطارات, السكان, او المحرك مثلا مسويين منه طاولة, والشي الحلو ان الدراجات تقدر توقفها على طول عند الغرفة, وهالشي ريحني اني ماتعب في نقل اغراضي من الصندوق اللي كنت ملايمها فوق بعض بشكل عشوائي في الصناديق. مدينة نان مافيها اشياء وايد نشوفها غير الرايدات الصغيرة والمقاهي والأكل الحار جدا, وفي اللحظة اللي وصلت فيها بعذ ما اخذت مفتاح الغرفة, خذت دوش بارد سريع, ولبسنا لبس خفيف طلعنا بالدراجات للبلد وصفينا عند مطعم محلي وكلنا اكثر نودل حار في حياتي. التايلنديين اللي معاي كانوا دايما يحرصون ان الطاولة كلها مايكون عليها اي طبق فيه لحم خنزير, الموضوع مو معناه انهم ممكن يطلبون لنفسهم خنزير وينبهوني منه, لا, ولكن هم من الأساس يقولون خلاص ماننزل شي على الطاولة فيه خنزير! والشي الصادم الآخر انهم حتى وفي خلال الثلاثة ايام في الرحلة حتى كحول ماشربوا! وانا اعرف ان الدراجين دايما بعد نهاية رايد يوم طويل يحبون ينهونه بغرشة بيرة باردة! ولكن حطوا اهتمام واحترام لصديقهم الضيق القطري المسلم!

ثاني يوم طلعنا بعد باللبس الخفيف بالدراجات في الأمسية علشان نروح تجمع دراجات نارية في منطقة شوي تبعد 20 دقيقة تطل على النهر, الطريق كان من خلال حقول الارز نستنشق فيها الرطوبة مع ريحة اوراق الرز وكل مرة ندخل في وسط الحقول نلاحظ الرطوبة تختفي وتبدلها نسمات باردة تنبثق من اوراق الأشجار والنبتات, ارضية المنطقة لونها بين البرتقالي الى البني ويدل انها طينية غنية خصبة مع شوية حصى في الطرق, كانت تعطي منظر انها ممكن تنزلق الدراجات بس كنا تحت السيطرة في سواقتنا, اول ما وصلنا شفت تجمع أكثر من 50 دراجة كلهم بي ام دبليو, شي جميل اني اشوف هذه الدراجات العملاقة في عالم المغامرة كلها مجهزة بالكامل من ناحية الصناديق والمعدات وقطع الغيارغير القطع اللي مركبينها وممكن ماتشوفها الا في تايلند بس! الكثير من هذول الدراجين واللي تعرفت على بعذهم من منصات السوشال ميديا والكثير منهم مشاهير جدا في هذا المجال وكل واحد يمشي مع عصا السيلفي مالته, نصهم ضافوني على فيس بوك ليلتها وتكلمنا في امور كثيرة بالتأكيد الدراجات النارية هي محور الحديث كله, كنت وقتها منبهر ومنصدم من رحلة هانس السويسري العملاقة من سويسرا حتى الصين وهالرحلة فتحت عيني وقلت لازم اسوي مثلها في يوم ما. حتى دراجته يومها كانت باللوحات السويسرية, وايد منهم تكلموا عن مغامراتهم في لاوس, التبت, امريكا اللاتينية وغيرهم, لدرجة اني كنت خجول جدا اني اتكلم عن رحلتي المتواضعة في الهند!

التايلنديين والحار بينهم علاقة حميمية وكل التايلنديين ماياكلون اي شي من غير الحار والحار جدا! انا المفروض انبسط كوني من محبي الحار اصلا, كل الاطباق اللي حطوها على العشا كانت حارة جدا ماعدا طبق الربيان النيء واللي معاه صلصة الواسابي الحارة جدا, وكنت مستحي اطلب طبق زيادة بس فيل حس فيني وطلب لي شي اضافي, ومرة أخرى مافي حد طلب كحول احتراما لي مع انهم كلهم يشربون! ومن ضيافتهم الرائعة تنهم ماخلوني ادفع اي شي بما فيها البترول لدراجتي وهذا النوع من الضيافة دايما تلقاه في تايلند! ولاحلة العودة للفندق خذنا نفس الطريق متخللين حقول الارز ولكن هذه المرة في الظلام, ورائحة الأعشاب كانت سحرية مع نسمات الهوا البارد على جسمي اللي يصب عرق من الرطوبة لدرجة خففت السرعة شوي علشان استمتع في هاللحظة السحرية! بعد ما وصلنا الفندق قررت اخذ دوش بارد وبعدين ابدأ احط اغراضي في الدراجة استعدادا للمغادرة ثاني يوم الصباح

الربيان النيء

صباح اليوم التالي كان المفروض رحلة العودة, صحيت من نومي بطاقة عالية وحماس ان بنسوق الدراجة مسافة طويلة يومها! ووقتها قارنت الفرق بين احساسي يومها وبين احساسي لما كنت في الهند قبلها بشهرين وشي! لما كانت دايما ضربات قلبي سريعة وفيها سكيب, واتوقع وقتها هذه الحالة جاتني كل مرة البس فيها ساعة قارمن! وجربت هالشي بنفسي مالبستها كم يوم وخفت الضربات ورجعت لبستها بعد كم يوم زادت, ومافي حد صدق اللي قلته! حتى طبيب القلب اللي رحت راجعت معاه ضحك علي وقال مستحيل! بعدها لبست الجاكيت الخاص بالدراجة واول مالبسته حسيت بحكة شديدة وحرق مكان رقبتي وكأن احساس الحلاق لما يحلق الرقبة لما كان عندي شعر! حسيت بخدش عميق, الخدش اللي كنت احس فيه لما كنت اتهاوش مع اختي نوف وتشمخني واحنا صغار! حطيت يدي على الجرح اتحسسه لقيت نفس الحبوب الكبيرة في رقبتي, حاولت ادور مراية اشوف الجرح بعدين تذكرت اني اقدر اصور رقبتي من الجوال واشوف الجرح, والنتيجة كانت مرعبة! كانت حبات وايد في رقبتي حبوب حمرا وراسها ابيض! حاولت اتجاهل الألم بس لبسة الدراجة تزيد من الألم.

الحبوب المؤلمة اللي طلعت في رقبتي

وفي الطريق الطويل كنت طول الوقت أفكر من شنو هالحبوب طالعة ياترى؟ ممكن تكون من الربيان النيء اللي اكلته الليلة اللي قبل؟ ممكن له علاقة بصوتي اللي راح او العلاج؟ ممكن تكون لدغة عنكبوت؟ ظليت اسأل نفسي هالأسئلة حتى وقفنا محطة استراحة. طلبت من فيل يشوف الجرح يمكن هالنوع من الجرح متعودين عليه هم, بس حتى هو بنفسه لاعت جبده وتقزز من المنظر وعطاني تعبيرات مضحكة في وجهه وقال ماعرف شنو بس لازم تشوف طبيب, وهالشي خوفني أكثر. فتذكرت الريال الجزائري اللي يشتغل في المستشفى وسوالي مواعيدي وعادة هذا الشخص عنده مركز خدمات للسياح والمرضى العرب وكان دايما المنسق حق ابوي في مواعيده, فتواصلت معاه على الواتساب وارسلت له صورة رقبتي وبعد هو تقزز ولاعت جبده من المنظر ووعدني يشوف لي طبيب بأسرع وقت ممكن, وبعد 20 دقيقة ارسل لي بأن موعدي ثاني يوم الساعة 8 الصباح. وهالشي شوي خفف على القلق من هالموضوع واستمتعت في الطريق شوي وكنت متحمس لأن قالوا لي راح نسلك طريق متعرج حلو للدراجين, وكان الطريق واسع جدا أكثر من متعرج, مقارنة بالطرق اللي سلكتها في الهند قبل.

واثناء قيادتنا على هذا الطريق المتعرج زلقنا كلنا على بقعة ديزل كانت راح تقتلنا كلنا ودراجتي تزحلقت بشكل خطر وللأسف لاشعوريا نزلت رجلي للتحكم ولكن هذه الحركة ممكن تكلفني حياتي بس عدت على خير. ولم وقفنا في الاستراحة نزلوا الدراجين يحذرون الباقي من الانزلاق على نفس البقعة. وصلنا بانكوك الساعة 10 تقريبا ورحت نزلت في الماريوت وتجهزت لموعدي ثاني يوم وهالشي اللي كان قمة قلقي ليلتها!

هذا المنسق الجزائري عنده مكتب خدمات وفرت علي جهد ووقت كبير جدا, ارسل لي سواق من الصباح ومعاه بنت تايلندية لابسة حجاب وتتكلم اللغة العربية الفصحى بطلاقة, على اساس انها بتكون المترجمة الخاصة فيني بس ماكنت محتاج لأن اصلا في تايلند الكل يتكلم اللغة الانجليزية بطلاقة. اللحظة اللي دخلت فيها غرفة الطبيب كان ينتظرني من الصباح و في يده نشرة صغيرة كان ماسكها فيها صور حشرات, وماشاف حتى الجرح بل اكتفى بس انه شاف الصورة المرسلة له قبل لأن عارف شنو هي المشكلة من الأساس, اول سؤال سألني: انت مشيت قريب من حقول الأرز؟ قلت نعم سيدي وكنت اقولها بفخر! بعدين قال: هذا هو الشي اللي مشى على رقبتك, وفتح النشرة اللي في ايده وطلع لي صورة خشرة برتقاليو ضعيفة وطولة تشبه الخنفساء بس لها أجنحة! وكمل حديثه: من حسن الحظ انها مالدغتك وبس مشت على رقبتك وهذه الحبوب هي نتيجة الحمض الحارق اللي يصدر من رجليها واطرافها! ومن حسن حظك انها ما مشت على وجهك او عيونك ولا كانت المشكلة أكبر بكثير! كتب لي علاج آخذه لمدة ثلاثة أشهر لأن تستغرق وقت حتى تختفي وبعدين قال لي ان هذه الحشرة ماتسبب اي ضرر للتايلنديين وتهاجم بس الأجانب والزوارلأن عند التايلنديين مناعة منها!

الشاب المنسق الجزائري اللي استقبلني وقدم خدماته

الحشرة السامة اللي مشت على رقبتي

بعد خروجي من غرفة الطبيب, اعتبرت المهمة الأخيرة في تايلند تمت وانتهت وبات الموضوع اني مستعد للمغادرة للعودة الى الدوحة. اجمل شي صار في هذه الرحلة ان بعد شهور عديدة صوتي رجع لي مرة أخرى كامل وعلى طبيعته وماكنت عارف شلون رجع من نفسه, هل كنت محتاج بس طلعة بالدراجة النارية؟ ولا كنت محتا اشوف اصدقاء جدد اطلع واسهر معاهم؟ او ممكن تكون حتى هذه الحشرة اللعينة اللي مشت على رقبتي وحرقتني! او ممكن بعد الربيان الني اللي اكلته في نان. او ممكن اصلا تايلند بكبرها! كنت متأكد ان الطبيبة والمستشفى ماكانوا الجزء الكبير من العلاج لأني اصلا ما اخذت الدواء من الأساس, صوتي قرر يرجع من نفسه وكنت باختصار شخص راح تايلند للعلاج ورجع متعالج وشافي ومتعافي!

الرحلة العشوائية في تايلند دخلتني بعمق في عالم المغامرات والدراجات النارية, خلاتني اكثر نوعا ما كرحالة عالمي او أكثر لاقي وعارف نفسي شوي, ومتزن أكثر في هالشي اللي ابحث عنه, وخلاتني اكثر مهارة في القيادة في الطرق وأكثر تولعا في عالم الترحال والدراجات النارية! اصبحت متواجد في مطار بانكوك مع ابتسامة عريضة جدا و خوذة حمراء في يدي موضوعة في شنطة معلقها في ظهري متعطش لما هو القادم من مغامرات, والكثير من المسارات والخطط في بالي ولكن كنت اقول لازم اخطط واطلع رحلة باسرع وقت ممكن علشان ما أكبر ويضيع الوقت وانا افكر وين القادم. حسيت نفسي في رحلة على طائرة ورقية, اذا ماركبت عليها وطيرتني هي لأي وجهة هي تروحها, راح يضيع علي الوقت, هذه الطائرة اطلع فوقها وانا مسكر عيوني, وين ماتحلق الحقها, ووين ماتهبط اهبط معاها وين مايسحبها التيارهذا المسار اللي احب اكون فيه محلق بلا هدف افضل من اني اكون كالشجرة حي ولكن ثابت بدون حركة! الشجرة اللي كانوا يعطونها قطرات صغيرة ماتشبعها ولكن ماتقتلها, ولكن الجذوع اللي فيها تحاول تكسر اللحاء وتنطلق منها ولكن اشياء كثيرة تمنعها, جذورها القوية والبستاني اللي يبيها تنمو ببطء بالتزامه بجدول معين لسقيها, واخذ ماتنتجه الشجرة في مواسم معينة وتقبل كل مايعطيها البستاني, انا رفضت اني اكون في موقف هذه الشجرة كوني في هذه الوظيفة الحكومية والقيود الاجتماعية والثقافية اللي ممكن تمنعني اكون هذه الفراشة اللي حسيت فيها لما كنت في دخان سنة 2012 مع صديقي جاي في يوم ممطر, كانت هذه اللحظة اللي اصعد فيها على ظهر الطائرة الورقية للانطلاق.